بعد عشرات السنين من المحاولة استطاع فريق من علماء الفلك باستخدام منظار متطور وتسجيل اللحظات الأولى لقيام نجم عملاق في الفضاء بتفجير نفسه والتشرذم إلى أشلاء .
وذكر موقع الـ BBC أنّ "أليشيا سوديبيرج" من جامعة برنستون والباحثون العاملون معها يستخدمون "منظار سويفت" لدراسة إحدى المجرات، حين لاحظوا انفجارا إشعاعيا في السماء في نقطة لم تظهر فيها مثل هذا الضوء قبل يومين فقط.
وتقول"سوديربيرج" : " كنا في الوقت المناسب في المكان المناسب نستخدم المنظار المناسب".
إلا أنه لا يمكن رؤية هذه الإشعاعات إلا بعد ساعات أو أيام من الانفجار، وبالتالي لا يعرف الكثير عن اللحظات الأولى للسوبرنوفا.
ويقول علماء الفلك إن دراسة هذه النجوم جزء من معرفة كيفية نشوئنا، لأن هذه الإنفجارات الضخمة أنتجت العديد من المعادن الثقيلة التي تتكون منها الكواكب.
ويقول فريق العلماء الذي سجل هذا الحادثة الفريدة إنها ستساعد في سد الثغرات في المعلومات المتوفرة عن خصائص النجوم الضخمة ومولد نجوم النيترون والثقوب السوداء وتأثير النجوم السوبر على البيئة.
والنجوم المتفجرة أو "السوبرنوفا" هي من أبدع الأحداث التي يمكن أن تحدث في الفضاء، وتعادل الطاقة التي يولدها النجم المنفجر إنتاج تريليونات من القنابل النووية تم تفجيرها في نفس اللحظة.
وتتكون هذه النجوم حين تنفق الطاقة لدى أحد النجوم العملاقة ـ وتفوق كتلته ثمانية أضعاف كتلة الشمس ـ فيتهاوى ليشكل كتلة ساخنة يطلق عليها اسم النجم النيوتروني.
ويمكن بسبب الضوء الباهر الذي تشعه رؤية هذه النجوم من أكوان بعيدة.
تجدر الإشارة إلى أنّه لم يكن بإمكان العلماء في السابق دراسة هذه النجوم المتفجرة والتي يطلق عليها اسم "سوبر نوفا" إلا بعد أيام من انفجارها.
وتظهر نتائج البحث التي نشرت في مجلة الطبيعة "Nature" أنه في خلال ساعتين من حدوث الانفجار كانت كرة عملاقة ملتهبة تقذف بالركام المشع في أنحاء الفضاء.